جعفر الكذاب في روايات أهل البيت ع


  وهل تاب أم لم يتب على فعلته 

1 المشاركة في قتل الإمام الحسن العسكري عليه السلام، وذلك من خلال الوشاية به، حيث انَّ الإمام عليه السلام كان يصرّح بأنَّ أخاه (جعفر) يتمنّى قتله، فكان يقول (ولو تهيَّأ لجعفر قتلي لفعل).

2  الوشاية بوجود الخلف عند السلطان، فقد جاء عن أبي الأديان أنَّه قال: ... فدخل جعفر الكذّاب على المعتمد وكشف له وجود خلف الحسن عليه السلام...

3  ادعاؤه منصب الإمامة بعد أخيه الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ولم نشهد أحداً من أولاد الأئمّة ادّعاها لنفسه سوى عبد الله الأفطح ابن الإمام الصادق عليه السلام، مع افتضاح أمره بالاستهتار والخلاعة، ومقارنة ببني أميّة وبني العبّاس نجد أنَّه لم يدَّع أحد منهم الإمامة الروحية للناس، بل كان كلّ همّهم منازعة أهل البيت عليهم السلام في سلطان الدنيا والخلافة الظاهرية طمعاً في فتاتها، فقد ورد أنَّ جعفر الكذّاب حمل إلى الخليفة عشرين ألف دينار لمَّا توفّي الحسن بن عليL، وقال: يا أمير المؤمنين تجعل لي مرتبة أخي الحسن ومنزلته...

4 محاولته قتل الإمام المهدي عليه السلام بكلّ وسيلة ممكنة، فقد ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنَّه قال: (... كأنّي بجعفر الكذّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّ الله، والمغيَّب في حفظ الله، والتوكيل بحرم أبيه، جهلاً منه بولادته، وحرصاً منه على قتله إن ظفر به، (و)طمعاً في ميراثه حتَّى يأخذه بغير حقّه).

5 _الإغارة على بيت الإمام عليه السلام ونهب ممتلكاته وأثاثه وكلّ ما أمكن حمله، فقد ذكر أبو الحسين الحسن بن الوجناء، قال: حدَّثني أبي، عن جدّه أنَّه كان في دار الحسن بن عليL فكبستنا الخيل وفيهم جعفر الكذّاب، واشتغلوا بالنهب والغارة...

6  بيع العلويات في سوق النخّاسين، وهذا الموقف ممَّا تقشعر منه الأبدان، فحتَّى يزيد وابن زياد لم يجسرا على هذا العمل الشنيع مع سبايا الحسين عليه السلام، رغم كلّ ما ارتكبوه من إجرام، فقد روى الكليني عن علي بن محمّد، قال: (باع جعفر فيمن باع صبية جعفرية كانت في الدار يربّونها، فبعث بعض العلويين وأعلم المشتري خبرها، فقال المشتري: قد طابت نفسي بردّها وأنْ لا أرزأ من ثمنها شيئاً، فخذها، فذهب العلوي فأعلم أهل الناحية الخبر، فبعثوا إلى المشتري بأحد وأربعين ديناراً وأمروه بدفعها إلى صاحبها.

7  منازعته ميراث الإمام المهدي عليه السلام، وهذا ما لا تقول به الطائفة الحقّة على الإطلاق حتَّى إذا لم يكن هناك ولد للإمام العسكري عليه السلام مع وجود الجدَّة أي اُمّ الإمام الحسن العسكري عليه السلام، فإنَّ الميراث لها بلا منازع، لأنَّها من الطبقة الأولى وهي تحجب الإخوة فهم من الطبقة الثانية، وقد دلَّت الروايات على منازعته في الميراث كما ورد عن محمّد بن صالح بن علي بن محمّد بن قنبر الكبير مولى الرض عليه السلام، قال: خرج صاحب الزمان على جعفر الكذّاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراث بعد مضي أبي محمّد عليه السلام، فقال له: (يا جعفر ما لك تعرض في حقوقي؟)، فتحيَّر جعفر وبهت، ثمّ غاب عنه.

8 سعيه لحبس اُمّ الإمام المهدي عليه السلام وبقيّة جواري الإمام الحسن العسكري عليه السلام، فقد ذكر صاحب (الهداية الكبرى)، قال: (وهو الذي سعى بجارية أخيه الحسن بن علي إلى السلطان وقال له: إنَّ أخي توفّي ولم يكن له ولد وإنَّما خلَّف حملاً في بطن جاريته نرجس، وأخذت هي وورداس الكتابية جاريتا الحسن بن علي من داره في سوق العطش وحبستا سنتين فلم يصح على نرجس ما ادَّعى عليها ولا غيرها فاطلقتا).

قيل ان جعفر الكذاب قد تاب الى الله بعد كذبة لنقرأ معا 

عن  الإمام علي ابن الحسين عليه السلام قال حدثني أبي عن أبيه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق، فإن الخامس الذي من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الامامة اجتراء على الله وكذبا عليه، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله،المدعي لما ليس له بأهل، المخالف على أبيه، والحاسد لاخيه، ذلك الذي يكشف سر الله عند غيبة ولي الله.

بحار الانوار /جزء 36 / صفحة 387

قال الصدوق: ذكر زين العابدين عليه السلام جعفر الكذاب دلالة في إخباره بما يقع منه، وقد روي مثل ذلك عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام أنه لم يسر به لما ولد، وأنه أخبرنا بأنه سيضل خلقا كثيرا، وكل ذلك دلالة له عليه السلام فإنه لا دلالة له على الامامة.

بحار الأنوار / جزء 47 / صفحة  9

ثم بكى علي بن الحسين عليهما السلام فقال: كأني بجعفر [جعفر] الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله، والمغيب في حفظ الله، فكان كما ذكر.

بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 176

وعن فاطمة ابنة الهيثم قالت: كنت في دار أبي الحسن عليه السلام في الوقت الذي ولد فيه جعفر فرأيت أهل الدار قد سروا به، فقلت: يا سيدي مالي أراك غير مسرور ؟ فقال: هوني عليك فسيضل به خلق كثير .

هو جعفر الكذاب الذى ادعى الامامة بعد أخيه الحسن بن على، وأحرز ميراثه مع علمه ورؤيته بوجود القائم المهدى عليه السلام وكانت وفاته سنة 281.

بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 228

سمه جعفر يدعي الامامة اجتراء على الله وكذبا عليه، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله، المدعي لما ليس له بأهل، المخالف على أبيه، والحاسد لاخيه ذلك الذي يكشف سر الله، عند غيبة ولي الله.

بحار الأنوار / جزء 51 / صفحة 5

عن أبي علي الخيزراني، عن جارية له كان أهداها لابي محمد عليه السلام فلما أغار جعفر الكذاب على الدار جاءته فارة من جعفر فتزوج بها. فقيل ان سيماء من عبيد جعفر الكذاب وقيل انه واحد من معتمدي السلطان.

بحار الأنوار / جزء 52 / صفحة 42

عن علي بن محمد بن قنبر الكبير مولى الرضا عليه السلام قال: خرج صاحب الزمان عليه السلام على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عند ما نازع في الميراث عند مضي أبي محمد عليه السلام فقال له: يا جعفر مالك تعرض في حقوقي ؟ فتحير جعفر وبهت ثم غاب عنه، فطلب جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره فلما ماتت الجدة ام الحسن أمرت أن تدفن في الدار فنازعهم وقال: هي داري لا تدفن فيها فخرج عليه السلام فقال له، يا جعفر دارك هي ؟ ثم غاب فلم يره بعد ذلك.

بحار الأنوار / جزء 52 / صفحة 50-49

قال الشيخ  الصدوق رحمه الله: هذا الخبر يدل على أن الخليفة كان يعرف هذا الامر كيف هو وأين موضعه ؟ فلهذا كف عن القوم وعما معهم من الاموال، ودفع جعفر الكذاب عنهم، ولم يأمرهم بتسليمها إليه، إلا أنه كان يحب أن يخفي هذا الامر ولا يظهر، لئلا يهتدي إليه الناس فيعرفونه. وقد كان جعفر حمل إلى الخليفة  عشرين ألف دينار لما توفي الحسن بن علي عليهما السلام فقال له: يا أمير المؤمنين تجعل لي مرتبة أخي ومنزلته ؟ فقال الخليفة: اعلم أن منزلة أخيك لم تكن بنا إنما كانت بالله عزوجل، نحن كنا نجتهد في حط منزلته، والوضع منه، وكان الله عزوجل يأبى إلا أن يزيده كل يوم رفعة بما كان فيه من الصيانة، وحسن السمت، والعلم والعبادة، فان كنت عند شيعة أخيك بمنزلته فلا حاجة بك إلينا، وإن لم تكن عندهم بمنزلته، ولم يكن فيك ما في أخيك لم نغن عنك في ذلك شيئا.

وبالتّوقيعِ الصادر عنِ الإمامِ المهدي عج  بواسطةِ السّفيرِ الثّاني مُحمّدٍ بنِ عُثمانَ العُمريّ، يجيبُ فيه على أسئلةِ إسحاقَ بنِ يعقوب، وقَد جاءَ فيه: وأمّا سبيلُ عمّي جعفرٍ وولدِه، فسبيلُ 

إخوةِ يوسفَ عليه السّلام, يشيرُ بذلكَ إلى عفوِ اللهِ تعالى عَن إخوةِ يوسفَ عليه السّلام، بعدَ أنْ كانوا قَد ناصبوهُ العداءَ.   

فاحتملَ أنّ هذا البيانَ منَ الإمامِ المهديّ عج يدلُّ على العفوِ عَن جعفرٍ، لنفسِ السّببِ الذي عُفيَ بهِ عَن إخوةِ يوسفَ، وهوَ إعتذارُهم، ورجوعُهم إلى الحقِّ، وتوبتُهم عمّا فعلوهُ, وفي قبالِ ذلكَ هُناكَ إحتمالٌ آخرُ أرجحُ منه وهوَ أنَّ الإمامَ عليه السّلام لعلّهُ شبّهَ عمَّه بإخوةِ يوسفَ مِن حيثيّةٍ أُخرى، هيَ: أنّ الذي دعاهُم إلى الكيدِ لهُ، هوَ حسدُهم، وحبُّهم للدّنيا، وإيثارُهم لها. ونحنُ إنْ لَم نقبَل بترجيحِ الإحتمالِ الثّاني على الأوّلِ , فيكفينا مُجرّدُ الإحتمالِ لإبطالِ الإستدلالِ بحملِ كلامِ الإمامِ عليه السّلام في حقِّ جعفرٍ على التّوبةِ. وعلى أقلِّ التّقاديرِ تبقى التّوبةُ محلَّ شكٍّ.

أختلفت الأخبار والأقوال في هذا الشخص , فبعض قال بأنه لم يتب مما اقترفه وظل يسميه (جعفر الكذاب) ونقل آخرون بأنه ندم وتاب مما فعله وسماه(جعفر التواب)

أمّا كونه جعفر كذّابا فهذا خبر دراية.

وامّا كونه جعفر  توّابا فخبر رواية.

والرواية لا توجب ما توجبه الدراية.

وهذا الدليل هو عين الدليل الذي احتّج به الشيخ المفيد رحمه الله على من نسب التوبة لطلحة والزبير فقال:

أمّا خبر الجمل فدراية.

وأما خبر التوبة فرواية.

والرواية لا توجب ما توجبه الدراية. إذن يبقى جعفر الكذاب كذاباً حتى تثبت برائته اما بالنسبة ما قاله الآخرون فلا يمكن حتى ذكره لانه رد على رسول الله وامير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليةومن رد على رسول الله كانه راد على الله عز وجل

اما ما ذكر في جعفر الكذاب فهية فقط لاثبات الانساب واحتراما لنسبه حيث لا يمكن ذكر الكذاب مرتبطا بالامام علي الهادي والامام حسن العسكري روحي لهما الفداء.

او من باب التهكم والسخرية وهي استعارة حيث يستعار الصفة لضدها بقوله فلان اسد لشخص جبان على سبيل السخرية والاستهزاء وهنا استعير لفظ الكذاب بالتواب.

_______________________

الشيخ أحمد الساعدي

٣ ذو الحجة ١٤٤٢ 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة