القضية المهدوية الدرس الأول
الدرس
الدرس الأول
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي استعلنت حكمته في كل ما صنع، واستبانت قدرته في كل ما ابتدع، وظهر مكنون علمه في كل ما اخترع، والحمد لله الذي اصطفى اولياءه على جميع خلقه فأعلى قدرهم وميزهم بعظيم حبائه فرفع ذكرهم، وخصَّهم بجسيم بلائه؛ ليمتحن صبرهم ويضاعف أجرهم
ابدا بموجز مختصر ممهد للقضيه المهدويه قبل شروع بالدرس
إذا سمحتم لي فلابد من تمهيدا لصحبة صاحب العصر والزمان عج على شكل نقطتين
( الاكتمال الخلقي والاخلاقي )
وهذا الاكتمال يتم من خلال تهذيب النفس وتخليصها من الادران العالقة فيها ومن ثم تطهيرها حتى تتأهل لصحبة الامام المهدي (ع) فالامام طهر طاهر والطاهر لا يجاور إلا طاهر ، وتهذيب النفس ليس بأساليب العرفان التي يقوم بها البعض ،
واصحاب الامام المهدي (ع) قوم موحدون بالله تعالى وليس عندهم شرك لا بالاصنام الحجرية او البشرية ، وهم يؤثرون على انفسهم وبعيدون عن الغيبة والحسد وباقي الصفات المذمومة الاخرى التي لا تتناسب مع اصحاب الامام المهدي (ع) وعظمة المهمة الملقاة على عاتقهم ، وهم يمرون بمراحل عديدة من الابتلاءات والاختبارات فيمرون بمراحل التمييز والغربلة والتمحيص ليكونوا جاهزين للصحبة والنصرة .
مدرسة الزهراء عليها السلام للعلوم الاسلاميه مرحلة الأولى أن شاء الله نبدأ بالقضيه المهدويه من سيرة حياة السيدة المباركة
هي السيدة نرجس (عليها السلام) بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، واُمّها من ولد الحواريين تنسب إلى شمعون وصي المسيح (عليه السلام).
ومن أسمائها أيضاً: (مليكة) و(صقيل) و(سوسن) و(ريحانة) و(مريم).وقيل: (حكيمة)، وقيل: (خمط).
ولكن أشهر أسمائها: (نرجس).
وكنيتها: اُمّ محمد.
لايخفى على الجميع إن يد الغيب المقدسة واضحة في التأثير على حوادث سيرة حياتها تربت في بيت عز وملك.. حيث أن جدها كان قيصر ملك الروم.. وتتمتع بحسب ونسب لا يضاهى حيث كانت ترجع إلى وصي عيسى المسيح (ع) شمعون الصفا(ع) وكان جدها مولعاً جداً بها ومعجباً بأدبها وذكائها وجمالها.
فأرسل إليها من أدبها بالآداب .. وعلمها اللغات والأخلاق الفاضلة.حاول جدها أن يزوجها لابن عمها ففشل في ذلك.. فأعاد المحاولة لأخيه ففشل.. واغتم لماحصل كان أسمها (مليكة) ، وبالعربية نرجس. وفي ليلة رأت في منامها جدها شمعون الصفا ومعه سيده عيسى المسيح، والحواريين.. بينما هم كذلك إذ أقبل سيد الكونين أبو القاسم محمد (ص) وأبنائه الكرام (ع)، فاعتنقا.. عيسى المسيح (ع) والحبيب محمد (ص)، وتعارفا مع من كان معهما ..
التفت الرسول الأعظم (ص) إلى نبي الله عيسى المسيح (عليه السلام) قائلا : جئت إليك خاطبا من وصيك (شمعون) فتاته (مليكة) لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمد، أي الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)..
فنظر المسيح إلى شمعون وقال: قد أتاك الشرف.. فصل رحمك برحم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال شمعون : قد فعلت.
فصعد على المنبر وخطب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) زوجني من إبنه .. وشهد المسيح (عليه السلام) وشهد أبناء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الحواريون .
فرأيت أيضاً بعد أربع ليال كأنّ سيدة النساء (عليها السلام) قد زارتني ومعها مريم بنت عمران (عليها السلام) وألف وصيفة من وصائف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيدة نساء العالمين، واُمّ زوجك أبي محمد (عليه السلام).
فأتعلّق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمد (عليه السلام) من زيارتي. فقالت لي سيدة النساء (عليها السلام): إنّ ابني (عليه السلام) لا يزورك وأنت مشركة بالله وعلى مذهب النصارى، وهذه اُختي مريم (عليها السلام) تبرأ إلى الله تعالى من دينك، فإنّ ملت إلى رضى الله عزّوجلّ ورضى المسيح ومريم (عليهما السلام) عنك وزيارة أبي محمد (عليه السلام) إيّاك فقولي:(رحمه الله) أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ أبي محمّداً رسول الله
فلمّا تكلّمت بهذه الكلمة ضمّتني سيدة النساء (عليها السلام) إلى صدرها، فطيّبت لي نفسي وقالت: الآن توقّعي زيارة أبي محمد (عليه السلام) إيّاك فإني منفذته إليك.
فانتبهت وأنا أقول: وا شوقاه إلى لقاء أبي محمد.
لقد جسدت هذه الرؤيا لقطة من عالم آخر يسمو فوق عالمنا المادي والحسي، وقد ترجمت القرار الإلهي منذ مجاهيل القدم بصيغة مشهد نموذجي فريد، لتعكس آفاقاً مستقبلية مشرقة، فكانت هذه الرؤيا هي الرابط، وهي حلقة الوصل الرائعة بين الماضي والحاضر والمستقبل ، وقد شاءت العناية الإلهية أن تعقد صلة حقيقية ومميزة واستثنائية بين السيد المسيح (عليه السلام) وبين قائم الأوصياء المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)..
وهاجرت متخفية بخطة من الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وحافظت عليها يد القدرة الإلهية وأحاطتها يد الغيب القدسية إلى أن وصلت إلى بغداد فأرسل الإمام الهادي (عليه السلام) بشر بن سليمان النخّاس، وهو من ولد أبي أيّوب الأنصاري، أحد موالي أبي الحسن الهادي (عليه السلام) وأبي محمد العسكري (عليه السلام) وجارهما بسرّ من رأى. واشتراها، وعند وصولها استقبلها استقبال العظام وأعطاها إلى أخته العظيمة (حكيمة) فأصلحت شأنها ورعتها إلى أن تزوجها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وفي ليلة النصف من شعبان سنة 255 هجرية، وضعت السيدة نرجس وليدها البكر الطاهر المطهر من كل عيب ورجس الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
إن شاء الله في الدرس القادم اذكر لكم دور السيدة نرجس في القضية المهدوية
اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد خاتم النبيّين وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
ودمتم برعايه المولى صاحب العصر والزمان عج
تعليقات
إرسال تعليق