القضية المهدوية الدرس الرابع
الدرس الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي استعلنت حكمته في كل ما صنع، واستبانت قدرته في كل ما ابتدع، وظهر مكنون علمه في كل ما اخترع، والحمد لله الذي اصطفى اولياءه على جميع خلقه فأعلى قدرهم وميزهم بعظيم حبائه فرفع ذكرهم، وخصَّهم بجسيم بلائه؛ ليمتحن صبرهم ويضاعف أجرهم
وصل بنا الكلام الى
🔹 صفات المهدي الموعود (عجل الله تعالى فرجه)
📖 عن النبي صلى الله عليه وآله :
1️⃣ المهدي رجل من ولدي ، وجهه كالقمر الدري ، اللون لون عربي ، والجسم إسرائيلي ، يملا الارض عدلا كما ملئت جورا ، يرضى بخلافته أهل السماء وأهل الارض والطير في الهواء ......".
✍🏻 بيان المفردات :
لون عربي : أي حنطي أو أبيض ، وقد ورد في صفة المهدي عليه السلام أن لونه لون النبي صلى الله عليه وآله أبيض مشرب بحمرة .
• وجسم كجساد أبناء يعقوب : أي طويل مملوء كأجسام أبناء يعقوب عليه السلام المعروفين بذلك
الطير في الهواء : تعبير مجازي عن
👈 عموم الرضا بالمهدي عليه السلام ، وقد يكون حقيقيا بمعنى أن الازدهار والرخاء يشمل محيط الطبيعة كما يشمل المحيط الاجتماعي .
📖 قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
2️⃣ المهدي مني أجلى الجبهة ، أقنى الانف ، يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .... " .
✍🏻 بيان المفردات :
أجلى الجبهة : الذي انحسر الشعر عن جبهته وخف على جانبيها .
أقنى الانف : طويله مع دقة أرنبته واحديداب في وسطه .
📖 عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يا أبا محمد ، بالقائم علامتان :
شامة في رأسه وداء الحزاز برأسه ، وشامة بين كتفيه من جانبه الايسر ، تحت كتفه الايسر ورقة مثل ورقة الآس )
🔵 وقد ورد في صفة المهدي عليه السلام :
▪️ أن لونه لون النبي صلى الله عليه وآله ، أبيض مشرب بحمرة، وجسمه كأجسام أبناء يعقوب عليه السلام،
▪️وصفات ابراهيم عليه السلام : ظاهرة في المهدي عليه السلام.
📖 روي عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) بما رواه أبو الصلت الهروي، قال : قلت للرضا عليه السلام : (ما علامات القائم منكم إذا خرج؟
👈 قال : علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر حتى أن الناظر إاليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتي أجله).
ومن الصفات الكثيرة التي اشار بها الامام علي عليه السلام للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف: انه سيحق الحق وسيزهق الباطل، وانه سيرجع الناس الى هداية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بعد ان تراجعوا عن الالتزام بهما.. وسيثبت لها عجل الله تعالى فرجه الشريف أنّ القرآن والسنة اللتين حكمتا الناس في جاهليتهم الاولى سيحكمان الناس في آخر الزمان، وهم في قمة تطورهم الحضاري والتكنولوجي مما يدل على ان القرآن الكريم والسنة لكل عصر وزمان، فقد قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)(البقرة/30) ما هذا الا دليل على ان الحكمة في الخليفة ابلغ من الحكمة في الخليقة فالحكمة ان يبدأ بما هو الاهم دون المهم وهذا ما يؤيده قول الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وهو (الحجة قبيل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق ولو خلق الله الخليقة خلواً من الخليفة لكان قد عرضهم للتلف).
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله قوله (سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء امراء ومن بعد الامراء ملوك جبابرة، ثم يخرج المهدي من ال بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا)
هذه هي بعض صفات الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه ذكرها الرسول صلى الله عليه واله في هذا الحديث.. وقد ذكرت الروايات الواردة عن الرسول صلى الله عليه واله وعن اهل بيته عليهم السلام: ان الكل يطيع الامام ويتمثل لأوامره وأنه سيريكم عدل السيرة ويحيي ميت الكتاب والسنة
👈الشبه بالرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
وهنا أكَّدت الروايات الشريفة على شبه الإمام المهدي (عليه السلام) بالرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من حيث الخَلْق والخُلُق، كما ورد ذلك في رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ستعرفها بعد قليل.
ولتوضيح هذا النوع نقول: إنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) يشبه النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من حيث الخَلْق والخُلُق.
أمَّا من حيث الخَلْق، فمن جهتين:
👈الجهة الأُولى: أنَّه كان لجسم النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خصائص تكوينية مختصَّة به (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، من قبيل أنَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان لا ظلَّ له - لشدَّة نورانية جسمه الشريف بما يصل إلى أنور من نور الشمس(مشارق أنوار اليقين: ٥٧ و٥٨)، وبالتالي لا يحصل لجسده الشريف ظلّ -، وأنَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا مرَّ بمكان عرف الناس أنَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مرَّ به، لما يتركه مروره من عَرف زكي ورائحة عطرة، وهكذا لو مسح بيده على صبي، وأنَّه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه، وأنَّه كانت تنام عيناه ولا ينام قلبه، وغيرها من الخصائص المذكورة في محالّها، وطبقاً لرواية أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنَّ هذه الخصائص التكوينية قد اتَّصف بها الإمام الحجَّة المنتظر (عليه السلام) وإن اشترك فيها بقيَّة الأئمَّة الطاهرين (عليهم السلام)، ولكن في زمنه (عليه السلام) حيث إنَّه لم يتَّصف بها غيره فتكون من مختصّاته حينئذٍ.
👈الجهة الثانية: جهة المنظر الخارجي، فقد كان النبيُّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بديناً - يميل إلى السمنة -، ضخم البطن، بعيد المنكبين، مربوع القامة، يميل إلى الطول، عبل الذراعين(أُنظر: بحار الأنوار ج١٦: ١٨٣. ١٨٤. )، وهذا ما سمعناه قبل قليل أنَّه من صفات الإمام المهدي (عليه السلام).
وأمَّا من حيث الخُلُق، أي المشابهة بالأخلاق، فهذا من الأُمور العامّة لكلِّ أهل البيت (عليهم السلام)، لأنَّهم (عليهم السلام) كانت أخلاقهم هي أخلاق النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولكن لظرف من الظروف السياسية أو الاجتماعية أو غيرها، كانت تبرز بعض الصفات على الأئمَّة بروزاً بحيث يشتهر الإمام بتلك الصفة، رغم تمتّعه ببقيَّة الصفات الحميدة، فالإمام الحسن (عليه السلام) كريم، والإمام الحسين (عليه السلام) شجاع، والإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) كاظم للغيظ، وهكذا، مع أنَّهم (عليهم السلام) كلّهم كرماء شجعان كاظمون للغيظ نقيّون تقيّون...
⭕سرد الروايات:
إذا عرفنا هذا التفصيل، تعالَ معي عزيزي المؤمن، لنطالع معاً بعض الروايات الشريفة الواردة في صفات الإمام المهدي (عليه السلام)، وستجد فهمها إن شاء الله تعالى سهلاً بعد اطّلاعك على التنويع والتفصيل المتقدّم.
ففي رواية علي بن مهزيار ورؤيته للإمام المهدي (عليه السلام) يقول علي: (... فدخلت عليه صلوات الله عليه وهو جالس على نمط عليه نطع أديم أحمر متَّكئ على مسورة أديم، فسلَّمت عليه وردَّ عليَّ السلام، ولمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق ولا بالبزق، ولا بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أدعج العينين، أقنى الأنف، سهل الخدّين، على خدّه الأيمن خال، فلمَّا أن بصرت به حار عقلي في نعته وصفته...)(كمال الدين: ٤٦٨ و٤٦٩/ باب ٤٣/ ح ٢٣. ).
وعن حذيفة بن اليمان، عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنَّه قال: «المهدي من ولدي، وجهه كالكوكب الدرّي، واللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، يرضى بخلافته أهل السماء [وأهل الأرض](ما بين المعقوفتين من البحار. ) والطير في الجوّ...»(دلائل الإمامة: ٤٤١/ ح (٤١٣/١٧)؛ بحار الأنوار ٥١: ٩١. ).
وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال: «لو خرج القائم لقد أنكره الناس، يرجع إليهم شابَّاً موفَّقاً، فلا يلبث عليه إلَّا كلّ مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذرِّ الأوَّل»( الغيبة للنعماني: ٢٢٢ و٢٢٣/ باب ١٣/ ح ٢. ).
وعن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر أو أبو عبد الله (عليهما السلام) - الشكّ من ابن عصام -: «يا أبا محمّد، بالقائم علامتان: شامة في رأسه، وداء الحزاز برأسه، وشامة بين كتفيه من جانبه الأيسر، تحت كتفيه الأيسر ورقة مثل ورق الآس»( الغيبةللنعماني: ٢٢٤/ باب ١٣/ ح ٥. ).
عن أبي وائل، قال: نظر أمير المؤمنين علي إلى الحسين (عليهما السلام) فقال: «إنَّ ابني هذا سيّد كما سمّاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيّداً، وسيُخرج الله من صلبه رجلاً باسم نبيّكم يشبهه في الخَلْق والخُلُق، يخرج على حين غفلة من الناس، وإماتة للحقّ، وإظهار للجور، والله لو لم يخرج لضُرِبَت عنقه، يفرح بخروجه أهل السماوات وسكّانها، وهو رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أزيل الفخذين، بفخذه اليمنى شامة، أفلج الثنايا، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً»(الغيبة للنعماني: ٢٢٢ و٢٢٣/ باب ١٣/ ح ٢. ).
وعن حمران بن أعين، قال: قلت لأبي جعفر الباقر (عليه السلام): جُعلت فداك، إنّي قد دخلت المدينة وفي حقوي( أي الموضع الذي يُشَدُّ عليه الحزام. ) هميان فيه ألف دينار، وقد أعطيت الله عهداً أنَّني أنفقها ببابك ديناراً ديناراً، أو تجيبني فيما أسألك عنه. فقال: «يا حمران، سَلْ تجب، ولا تنفقنَّ دنانيرك»، فقلت: سألتك بقرابتك من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنت صاحب هذا الأمر والقائم به؟ قال: «لا»، قلت: فمن هو، بأبي أنت وأُمّي؟ فقال: «ذاك المشرب حمرة، الغائر العينين، المشرف الحاجبين، العريض ما بين المنكبين، برأسه حزاز، وبوجهه أثر، رحم الله موسى»(الغيبة للنعماني: ٢٢٣ و٢٢٤/ باب ١٣/ ح ٣. ).
وفي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يصف فيها المهدي (عليه السلام)، قال: «هو شاب مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الإماء»(الغيبة للطوسي: ٤٧٠/ ح ٤٨٧. ).
إشارات
1️⃣إنَّ معرفة أوصاف الإمام المهدي (عليه السلام) هي من النوع الذي ينبغي معرفته لزيادة كمال المعرفة، نعم تترتَّب عليها منافع عظيمة كتشخيصه وعدم الاشتباه في شخصيته.
2️⃣ وردت في بعض الروايات صفاتٌ له (عليه السلام) قد يظهر منها التعارض، فمن رواية تقول: إنَّه مشرب بحمرة، إلى أُخرى تقول: في وجهه سمرة. رواية تقول: شعره حسن يسيل على منكبيه، وأُخرى تقول: إنَّ شعره أجعد.
فإمَّا أن تُحمَل بعضها على البعض الآخر، أو يُطرَح ضعيف السند، وأمرُ ذلك موكول إلى مظانّه.
3️⃣إنَّ الصفات المذكورة للإمام (عليه السلام) بعضها من قبيل العرض اللازم كمقدار طول جسمه ولون عينيه، وبعضها من قبيل العرض المفارق، كالرواية التي وصفت شعره بأنَّه يسيل على منكبيه، فإنَّ هذا الأمر كان متعارفاً زمن صدور الرواية، وليس من الضروري أن يبقى شعر الإمام يسيل على منكبيه في زمنٍ يعاب فيه على الرجل هذا الأمر.
تم بعون الله تمام الكلام في النيابه العامه و التقليد و رد الشبهات. سنشرع أن شاء الله في الدرس القادم اذكر لكم
معرفة برنامج الامام (عجّ) والمهمّة الخاصة التي يقوم بها والواجب الذي أنيط به
اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد خاتم النبيّين وعلى آله الطيّبين الطاهرين
الشيخ أحمد الساعدي
تعليقات
إرسال تعليق